
صفقة الموسم | لا غالب ولا مغلوب
وأخيرا ً انتهى "المسلسل الكروي " الأكثر تشويقا لهذا الموسم فانتقل الساحر ربيع عطايا الى قلعة العهد مقابل زملائه في المنتخب الوطني موني شعيتو وغازي حنيني وحسن بيطار الذين سيلبسون قميص الانصار للدفاع عن الوانه في الموسم المقبل .
وامام حجم الملاحظات التي تناولت هذه الصفقة من قبل الكثير من الفنيين والإعلام والجمهور اللبناني، وكذا فرادة عقلية رئيس نادي العهد المحامي تميم سليمان في المناورة والتمويه والإصرار والقدرة على تحريك الشارع والكواليس ودب الحرارة والروح فيها بعد البرودة التي عاشتها في هذه الأيام بفعل المشاكل والازمات المالية التي تعيشها الأندية اللبنانية في هذا الموسم فرفعت الراية البيضاء واعلنت إفلاسها باستثناء الاربعة الكبار .
ولا ننسى هنا حكمة وإدارة الرئيس بدر وفريقه الإداري في نادي الأنصار الذين اظهروا حرصا وذكاءً تفاوضيا ً يستحق التنويه .
بإختصار كل من طرفي صفقة الموسم
له مقاصده المحقة منها فلا غالب ولا مغلوب .
وهذا العنوان يمكن تحديده في التحليل التالي :
اولاً لقد غاب ربيع عطايا عن فريقه لمدة موسمين تقرييا بداعي الاحتراف في ايران . ما يعني أن رحيله الى نادي العهد لن يؤثر في الإيقاع الفني " للاخضر" الذي اعتاد اللعب من دون لمسات الساحر الجنوبي ذي الحلول الابتكارات العديدة .
ثانيا ً تدعيم خطة المدرب المجتهد " ستراكا " ببناء فريق واعد خال ٍ من تأثير النجم الواحد لحساب منظومة تحقق اهداف الزعيم الاخصر وتعيد امجاده بلمسات ثلاثة من اللاعبين المبدعين في الدفاع والوسط والهجوم . بمعنى ان الأنصار قد استطاع الفوز بثلاث انتدابات هامة، وهذا شيئ كبير قياسا ً لموهبة موني وحركية غازي حنيني وصلابة المدافع حسن بيطار .
ثالثاً التخلص من فكرة التعاقد مع متوسط الميدان عدنان حيدر- ذو الكلفة العالية - بوجود حنيني القريب من مستواه نسبيا ً والقادر على أداء دوره كرئة للفريق الاخضر لمواسم أكثر.
أما نادي العهد فإن اصراره على هذه الصفقة فكان بنتيجة قناعة إدارته بقدرة لاعبيه على التفوق في البطولات المحلية، حيث بقي الحلم الآسيوي بمثابة "هدف الأهداف " والحلم الاغلى الذي يؤرق مخيلة الرئيس تميم سليمان .
حيث يدرك الجميع أن نادي العهد قادر على تعويض بيطار وحنيني، الغائب اصلا لاعارته لسنوات عديدة الى نادي الراسينغ وكذلك موني ذي القيمة العالية فنيا ً ومهاريا ً .
إلا ان وجود العطايا في كتيبة بطل لبنان سيضيف كثيرا الى قوته ومنعته ولا سيما في الادوار الحاسمة لدوري الاتحاد الاسيوي حيث يملك موهبة لا تقارن إلا بموهبة المعتوق ومحمد حيدر بل قد تتفوق أحيانا ً بشهادة النحمين المذكورين .
أخيرا لا يسعنا في هذه الصفقة المثيرة سوى التمني لطرفيها سوى التوفيق بالوصول الى الاهداف المقصودة والمرتجاة .
عصام عزالدين - Football Lebanon
